رواية غزالة الشهاب
ما هو دا اللي كنت متوقعين انه يعمله.... تعرفي يا صباح لو الواد طه ابني كان اتجوز بنتك كان زمان بقينا في حته تانية دي البت تملك أرض بملايين... وبصراحة البت كانت عجباه طه لكن سي شهاب اخدها لنفسه علشان يضمن ان الأرض متروحش لحد من عيلة المنشاوية ومحدش يضحك عليها.
صباح قربت من الكرسي اللي هو قاعد عليه واتكلمت بقوة
-بلاش نضحك على بعض يا رأفت...
من يوم ما اخدت الفلوس ومشيت الحج محمود قال إني ميته وعملوا عزاء
و لما غزال كبرت قالوا ان الارض دي ورثها من امها وانا اصلا مملكش حاجة
رأفت:ما هو دا اللي أنا مكنتش فاهمه
ازاي الأرض تبقى ورث غزال منك وانتي اصلا متملكيش حاجة فيها
صباح:اكيد شهاب هو اشتري الأرض دي من جده واتنازل عنها لغزال علشان يقول ان ليها ورث
و حليمة متبعش وتشتري في البت ولو اتكلمت غزال ترد عليها وتقول انها عايشة من ورث امها من ايراد المحاصيل اللي بيزرعوها في الأرض
و ميخليهاش تحس انها مذلولة لأمه
اسألني انا عن شهاب رغم اني لما سبت البيت بعد وفاة سعد كان هو وقتها صغير لكن كان نسخة من ابوه
بس البت طلع حظها احسن من حظ أمها بقا عيلة زي دي تملك أرض تعيشها ملكة
رأفت وهو بياخد منها السيجارة وبيدخن:
-هو أنتِ مش وحشك بنتك يا صباح ولا ايه
صباح ببرود:
وحشتني؟! مظنش
أصل البني آدم بيوحشه الناس اللي بيحبهم، الناس اللي عاشرهم وحبهم
لكن انا بقا يوم ما خلفت غزال مكنتش عايزاها لأنها كانت تربطني بسعد وانا لما اتجوزته
كنت عايزاه اقلبه في قرشين وخلاص
لكن هو اخدني من مصر وجيني المنصورة وخلاني اعيش في بيت عيلة في البلد دي وانا بقا بحب اعيش في الحرية وعيشة الارياف دي مش بتاعتي
منكرش ان سعد كان بيتمني ليا الرضا ارضى لكن كلام ابوه هو اللي كان بيتنفذ مكنتش
بحس اني مع راجل
لا كان شخشيخة في ايد ابوه
لحد ما قابلتك في العزومة اللي كانوا عملينها في البيت وقتها حسيت ان ادامي راجل بجد ولما اتقابلنا صدفة في السوق منكرش انك لفت نظري
لما كنت حامل كانت بفكر أسقط نفسي لكن معرفتش
و لما خلفت مكنتش طايقها كل شوية تعيط وعايزاه ترضع كانت بتزهقني اوي
لحد اليوم اللي سعد م١ت فيه في حادثه وقتها مكنتش قادرة اقعد في البيت اكتر من كدا
لكن قابلتك بعد العزاء وقلتلي أنك عايز تتجوزني وهتاخدني ونقعد في مصر
لكن لازم لما اخرج من بيت الحسيني اكون معايا فلوس كتير
وقتها بدون ما افكر قلتلهم اني هرجع مصر واعيش عند خالتي واربي البنت بعيد
الحج محمود رفض ووجهني اني بقابلك
مخفتش منه وقلتله اه بقابله وبحبه وهتجوزه على الاقل هتجوز راجل بجد مش واحد زي ابنك بيسمع كلامك
لسه فاكره اليوم دا
ضربني بالقلم وهددني انه مش هيسبني في حالي ومش هيسيب ليا غزال
لكن انا كنت جاهزه المحامي اللي أنت بعته ليا وقالتله هرفع قضيه وهاخد البنت وهو كان عارف اني هكسب حضانتها
قرر يجي معايا سكة ودوغري عرض عليا فلوس مقابل اني امشي من البلد ومرجعش تاني
و انا اصلا عملت كدا علشان الفلوس مع اني مكنتش عايزاها ولا كنت هيستحمل زنها
اخدت الفلوس ومشيت واتجوزنا انا وأنت في مصر.... في السر
أكدت على اخر الجملة بضيق وهي بتبصله
رأفت:ما خلاص بقا يا صبوحة ما قولتلك مكنش ينفع نتجوز في العلن وبعدين ما احنا سوا اهو بتقلبي في اللي فات ليه ما أنا كنت معاكي خطوة بخطوة
صباح بسخرية:اصلك سألت عن غزال فرديت عليك.... المهم أنا مش فاهمة أنت ليه خلتني ارجع تاني واطلب منه فلوس
انا لو مش خايفه من الحج محمود فأنا لازم اخاف من شهاب دا مش سهل أبدًا
رأفت:اقولك يا ستي أنا يهمني اوي الأرض اللي مكتوبة باسم غزال
الأرض دي بالذات هتفرق مع المنشاوية اوي.. وانتي بقا الوحيدة اللي تقدري تساعديني تبقا ملكي والخير اللي هيعم هيبقى بينا بالنص
صباح:ازاي مش فاهمة وبعدين أنا لازم ارجع مصر شهاب لو عرف انك اخدت لي بيت هنا مش هيسبني في حالي
رأفت بطمع:اقولك ازاي.... كل الحكاية تتلخص في غزال
صباح:لا فهمني براحة كدا...
_________________________
في بيت الحسيني
غزال كانت بتنشر الهدوم في البلكونة، سمعت صوت الباب بيخبط وحليمة بتنادي عليها بسخرية، فتحت الباب
:نعم يا مرات عمي، في ايه؟
حليمة باستفزاز:
-بقالي ساعة بنادي عليكي قافلة باب الاوضة بالمفتاح ليه؟
غزال باستغراب:
-دا باب اوضتي من حقي اقفله افرضي قاسم جيه فجأة وانا قالعه النقاب ابقى اعمل ايه وبعدين ما انا طول عمري بقفل الباب بالمفتاح حتى قبل ما اتجوز
حليمة لوت بوقها بسخرية:
أنتي هتحكي لي قصة حياتك.... ياله تعالي هنخبز
غزال:هي هند مش تحت
حليمة؛
لا يا اختي مش تحت وبعدين هو أنا كل مرة هعتمد على هند ولما تتجوز نبقى نعمل ايه ولا على ايدك نقش الحنة
غزال:مش قصدي بس أنتي عارفه ان الفرن عطل المرة اللي فاتت وأنا بتعب من دخان الصاجة.
حليمة؛ بقولك ايه يا بنت صباح سهوكة الحريم دي مش عليا ولا فاكرة انك لما تتجوزي ابني هحبك لا يا حبيبتي أنا لا بحبك ولا طليقه الجوازة دي وهاين عليه يطلقك النهاردة قبل بكرًا
ف لمى الدور وانجزي انزلي خلينا مخبز الرغيفين قبل ما يجيوا.
غزال:حاضر يا مرات عمي انزلي وانا هغير وهاجي وراكي.